ما هي العلاقة الصحية؟
هل هي علاقة اخذ؟ أو عطاء؟ أو علاقة متبادلة؟
هل هي علاقة جسدية؟ نفسية؟ روحانية؟ فكرية؟ أو متكاملة ؟
هل هي العلاقة السطحية أو العميقة؟
هل هي علاقتك بذاتك؟
أكيد كل إنسان له أفكار واحتياجات وتعريف مختلف عن العلاقة الصحية..
ولكن كلنا قد نتفق على أنها العلاقة التي تشبع رغباتك واحتياجاتك بطريقة أو بأخرى..
وهناك أشخاص يرون أن وجودهم في أي علاقة أفضل من من أن يكونوا بمفردهم!
حتى لو كانت تلك العلاقة فيها أذية لهم!
فيتعودون على العلاقات السيئة وعلى التعامل المهين لهم ويصبحون مدمنين لتلك الأنواع من العلاقات و تجدهم يتغذون على الأحاسيس المرافقة لها.
ومما لا شك فيه أنك ستجدهم في جوانب حياتهم الأخرى يؤذون أنفسهم ويسيئون إليها، ويضعون أنفسهم دائما في تلك المواقف المؤذية.
فيهملون صحتهم العقلية والنفسية والجسدية، سواءً عن طريق غذاءهم أو عملهم أو روحانيتهم أو غير ذلك.
ولا يرغبون أن يقوموا بأي تعديل!
فلقد أصبحت تلك هي منطقة الراحة بالنسبة لهم. وأي شيء آخر سيكون أصعب فيتحملون الأذية والإهانة والمشاعر السيئة والقهر فهي شيء اعتادوا عليه وألفوه و أصبح هذا روتين حياتهم المعتاد.
ما الذي أوصلهم لذلك؟
الأسباب عديدة، وقد يكون ليس لهم يد فيها، ولكنهم ربما رفضوا التعامل معها و مواجهتها أو تقبلها، فيكبتوها أو ينكروها، وبعد ذلك قد يبدأ لديهم شعور غالبًا في اللاوعي بأنهم أشخاص سيئين ولا يستحقون سوى تلك الحياة القاسية وذلك التعامل المهين.
فذلك أسهل في تصورهم من التعامل مع الأسباب أو تقبلها.
الجميع في هذه الحياة لديه مشاكل ولديهم كبوات وعقبات و بدرجات متفاوتة ولكن ردة الفعل لها من شخص لآخر تختلف.
فالبعض يرى من تلك المشاكل فرصة، فيحاول الاستفادة منها بقدر استطاعته ليخرج منها شخص أقوى ويوظف قصته المؤلمة لتكون سبب لنجاحه في الحياة فيخرج من هذه التجربة شخص آخر.
فإذا وجدت نفسك متعلق بشخص أو أشخاص لا يعاملوك بشكل جيد أو اكتشفت إنك أنت الوحيد الذي تحاول الإبقاء على هذه العلاقة السقيمة فربما حان الوقت لتعيد التفكير فيها وتعيد تقييمها وتحاول فهمها وفهم ما الذي اوصلك لهذه المرحلة.
ومن ثم تحاول أن تصلح ما يمكنك أن تصلحه أو أن تتقبل ما لا يمكنك أن تصلحه وتتعايش معه لأنك عندما تفهم نفسك ستعرف ما الذي تحتاجه بالضبط من علاقاتك.
العلاقة الصحية ترفعك وتشبعك وتملؤك بالسعادة والرضا وتجعلك تشعر بأنك شخص أفضل.
وعندما تبتعد عن تلك العلاقات المؤذية التي لا تناسبك ولا تخدمك تعطي فرصة كبيرة للعلاقات الجيدة لتصل إليك و تتمكن من أن تراها بوضوح.
الإنسان يحتاج إلى العلاقات في حياته، وإلا فلماذا خلق الله حواء لأبينا آدم!
وإذا فكرت في طريقة أكلك وكميته ونوعيته هل هي نفسها عندما تكون وحيدًا أو تعاني من الوحدة وعندما تكون من منغمسًا في علاقة؟
بالتأكيد ستجدها مختلفة تمامًا!
وبالعلاقات الصحيحة ستتمكن من أن تصل إلى أماكن لم تصل إليها من قبل وستتمكن من تحقيق سعادة اكبر وبالتالي صحة أفضل!
أحيانا بعض العلاقات لا تستطيع أن تتخلص منها ولكن هذا لا يمنع من أن تقلص من عدد الساعات التي تقضيها في تلك العلاقة.
وممكن أيضا أن تتحدث مع هذا الشخص الذي يؤذيك فربما يكون لا يعلم ويقوم بتغيير أسلوبه!
وإذا استمر فقم بتقليل عدد الساعات التي تقضيها معه أو حاول أن لا تأخذ كلامه على محمل الجد إذا لم يكن بناءً بالنسبة إليك.
فأحيانا خلف تلك الكلمات التي تظن أنها تؤذيك رسائل ربما قد تساعدك إذا أعدت صياغتها بشكل أفضل.
ربما تحتاج مساعدة لتقوم بذلك قد تحتاج إلى دعم من صديق أو من شخص خبير ككوتش صحة ليساعدك في اكتشاف جذور المشكلة ويساعدك على حلها.